
لملم جليسة الأطفال: الأطفال عالم النقاء والسلام
الجميع يفتش... الجميع يبحث
والبسيط يبحث عن الراحة، فهل يجدها؟
إنهم ليسوا أشخاصاً غرباء عنا، نراهم كل يوم، وفي كل مكان نذهب إليه، مع اختلاف نوع عملهم الذي نراه بسيطاً، إلا أن غيابهم عنا ولو ليوم واحد سيجعلنا ندرك مدى أهمية ما يقومون به. لهذا قررت "مرامي" في كل عدد التحاور مع أحدهم عن قرب، والذهاب إليه في مكان عمله حتى تكون معه في عالمه وتنقله للقارئ، لنسلط الضوء على أهمية عمل هذه الفئة، وأحلامهم وأمنياتهم وأحزانهم.
أصبحت دور الرعاية "الحضانات" التي تستضيف الأطفال من عمر يوم إلى سن المدرسة طوق النجاة للأمهات اللواتي يذهبن إلى العمل والباحثات عن مكان آمن لترك صغارهن أو من يسعين لتعليم أبنائهن وتطوير قدراتهم الذهنية والفنية، كما توفر الحضانات مناخاً جيداً للاختلاط بين الصغار ومساحات للعب والتعلم، وفي هذا العدد التقت "مرامي" مع "لملم" التي تعمل جليسة أطفال في إحدى دور الرعاية.

في البداية تقول: جئت إلى الإمارات من 5 سنوات تقريباً، عن طريق دعوة من أحد أقربائي للبحث عن عمل مناسب، للمساهمة مع أسرتي في نفقات المعيشة، وساعدتني في ذلك صديقتي، حتى وجدت عملاً كجليسة في إحدى دور الرعاية للأطفال.
حدثينا عن مهام وظيفتك؟
تضم وظيفتي الكثير من المهام، وتبدأ بنقل الأطفال من وإلى دور الرعاية، حيث إنني أول من يستقبلهم من بيوتهم في الحافلة صباحاً، وأهتم بهم حتى نصل بسلام، ثم أقوم بإدخالهم بمساعدة زميلاتي في العمل، ويأتي وقت وجبة الإفطار، ونقوم بتحضير ووضع الوجبات أمام كل طفل وإطعامهم، بما في ذلك الرضاعة لحديثي الولادة، والاهتمام بنظافتهم المستمرة خلال اليوم، وترتيب وتجهيز مناطق اللعب وغرف التعليم، إضافة إلى مشاركتهم في أوقات اللهو والمرح وتنظيم الأنشطة الإبداعية بناءً على أعمارهم.
ما هي الصعوبات التي تواجهك؟
في البداية كنت أعاني عند التعامل مع الأطفال، حيث إن هؤلاء الصغار يحتاجون إلى الصبر والتحلي بالشخصية اللطيفة، وخاصة مع اختلاف الشخصيات وحالة المزاج، فهناك الطفل الخجول أو العصبي أو العنيد أو الشقي وغيرها، ولكن مع سنوات العمل واكتساب الخبرة أصبحت أُدرك طبيعتهم المختلفة، وأجد متعة في وجودي معهم، حيث إن عالمهم يسوده الحب والنقاء والسلام.
كيف تقضين يوم عطلتك؟
تتطلب ظروف العمل الاستيقاظ في وقت مبكر جداً حتى يمكنني جمع الأطفال من بيوتهم قبل خروج الأهل إلى أعمالهم، ثم التعامل مع الصغار ومشاركتهم الأنشطة التفاعلية طوال الوقت، لذا فالراحة هي حاجتي الأساسية في أول أيام العطلة الأسبوعية، أما اليوم الثاني فيمكن أن أذهب للتسوق، وطهو الطعام لأسبوع كامل، إضافة إلى قضاء بعض الوقت مع أقاربي وصديقاتي أو الخروج للتنزه.
ما هي أمنياتك؟
أمنيتي الأولى هي الاجتماع مع عائلتي، أما أمنيتي الثانية فهي أن أعمل في نفس مهنتي فأنا أحب التعامل مع الأطفال، وإن لم أستطع تأسيس دار رعاية لهم، فسوف أستضيفهم في منزلي.